خبر| منصة آمان
وجوه متجمدة، عيون مفزوعة وأنفاس متقطعة.. وسط حالة من الذهول والصدمة، بشعور قوي ومرعب اجتاح محافظة السويداء بعد الاستيقاظ على فاجعة حلت بفتاة لا يتجاوز عمرها التاسعة عشر عاماً، لتكون ضحية جهل مجتمع، وطعن عائلة، سيدرا التي لم يشفع لها صغر سنها من تزويجها في سن مبكر، وحتى تربيتها لطفلتها بمفردها بعد تخلي زوجها عن مسؤولياته في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه بمدرستها تلعب مع أصدقائها.
سيدرا غرز الدين التي قام شقيقها القاصر البالغ السابعة عشر عاماً بالتعاون مع أمها بتكبيلها بحبل أمام ناظريّ طفلتها التي تبلغ أربعة أعوام، بدوافع وحشية وأعصاب باردة قتلها (ذ.بحها) بشفرة حادة بيديه لينهي حياتها، على إثر خلافات عائلية و”غسل عار” على حد قوله لحظة تسلميه، أي غسل هذا الذي يستهدف أرواح الأبرياء ويحطم قلوبهم، فالعار فيما ارتكبت يديه.
المغدورة هنا ضحية تزويج مبكر، أمومة ظالمة، وقتل بداعي الشرف.. ثلاثة قضايا تجسد صورة مؤلمة للظلم والقهر الذي تتعرض له الفتيات والنساء في مجتمعنا بشكل متكرر، بأشكال متنوعة للتهديد والابتزاز والانكسارات النفسية، ليصبح مصير حياة الضحية قرار بيد الظالمين.
لن ننسى طفلتها التي لم تسلم أيضاً من ظلم المجتمع، فهي ذات الطفلة التي وجدت قبل عامين مرمية في إحدى أحياء المدينة بحسب مصدر محلي إعلامي، ونقلت إلى المشفى الوطني وقامت العديد من العائلات محاولة تبنيها، ولكن سيدرا لم تتخلى عنها وعادت من أجلها، لتشهد طفلتها اليوم على هذه الجريمة الدامية ..
في النهاية، ان كانت جريمة بداعي الشرف او غيره، مجرد الإقدام على هذا الفعل يمثل تحدياً كبيراً أمام المجتمع والقانون، فإنها تستدعي منا وقفة بجانب مشروع الضحية المستقبلية، للعمل على إحداث تغيير بمسؤولية حماية حقوق الانسان والوقوف ضد أي انتهاك للكرامة الإنسانية.
ونحن كمنصة أمان نناشد جميع المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية من قدرتها الهائلة على التأثير والتغيير، المعنية بشؤون المرأة والأسرة، للوقوف بشكل حقيقي على قضايا الاضطهاد التي تتعرض لها المرأة، وملامسة الواقع بتوعية المجتمعات بأهمية حقوق المرأة، بتوفير الدعم النفسي والقانوني للنساء اللاتي يعانين من الانتهاكات، وتوفير المأوى الآمن والحماية لهن.