البيان الأول لحراك طالعات سوريات من الجنوب السوري| اللوبي النسوي السوري
الحراك النسوي بعيون وأصوات النّساء السوريّات
تحيّة إلى كلّ المواطنات والمواطنين ضمن الساحات- سلامٌ على كل النّساء السوريّات المناضلات في وجه الطّغاة والاستبداد منذ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا.
نحن نساء سوريات نطالب بالتضامن النسوي في المنطقة الجنوبية وضمن مدينة السويّداء وأريافها خاصةً، والتي تشهد احتجاجات سلمية وتظاهرات مدنية، تضمنت مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية محقّة منذ منتصف شهر آب إلى يومنا هذا، والتي تنصف من خلالها جميع شرائح وأطياف الشعب السوري على امتداد الجغرافية السورية. وبدورنا كنساء سوريات، طال صمتنا وتهميشنا، وإقصاء مشاركاتنا التي شكّلت عائقاً أمام تحقيق الديمقراطية والعدالة الجندرية والاجتماعية والاقتصادية والمشاركة السياسية المنصفة في سبيل التغيير واسترداد حقوقنا نساءً ورجالاً.
نؤكد في هذا البيان- نحن النّساء السوريات- على أهمّية مشاركتنا في الخطاب العام وصفوفه وقبضات الشارع والساحات وعلى ضرورة التمسك بحقوقنا وآليات العمل الجماعي لتحقيق التغيير، فنحن مؤمنات بأن القوة تكمن في العمل الجماعي وأن كل شخصي هو سياسي؛ كما ونؤيد التمسك بالمطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواضحة والتي تشمل كافة السوريين والسوريات ولا تستثني أي مكون. ونسعى من خلال هذا البيان التأكيد على مشاركتنا في جميع الحراكات التي تتضمن المطالب المحقّة لنا في أي زمان ومكان. كما ونشدّد على تمسكنا بمناهضة ونبذ أي شكل من أشكال العنف خلال هذه الحراكات.
ومن هنا ندعو جميع النّساء السوريات المناضلات والعاملات والأمهات، والناشطات والناجيات، والطالبات الجامعيات من كافة المناطق وشرائحها وبمختلف إداراتها السياسية الراهنة والمدن السورية للتضامن النسوي الشامل وضمّ أصواتهن لأصواتنا الحرّة نحن النساء المشاركات في احتجاجات السويّداء فنحن اليوم كنساء نحمل أضعاف نتائج وتبعيات الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي الذي انعدمت فيه سُبل الحياة والعيش الكريم والذي ينعكس بشكل مباشر على كافة أصعدة حياتنا ويحدّ من أبسط مقومات الحياة وفرصنا في الحصول على حقوقنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك التعليميّة والصحيّة وتمثيل أدوارنا ضمن المجتمع بشكل مثمر.
يتوجب علينا كنساء ورجال المشاركة في تغيير الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية بشكل جذري لما كان لها من أثر في وصمنا كنساء وتقليص أدوارنا وتنميطنا والأهم، الحد من مشاركاتنا الفعّالة في صنع واتخاذ القرارات على الأرض وفي ميادين ودوائر عملنا ودراستنا ومنازلنا ضمن مجتمعاتنا السوريّة. والعمل من أجل هدم النظام الأبوي بمختلف أعمدته الذي يرعى ويُسيّس مصالح السلطات المسؤولة عن وضع القوانين التي تقوم على أساس التمييز الجندري والإقصاء لنا -نحن النساء- بما في ذلك قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الحضانة والميراث والحقوق الاقتصادية واستبداله بنظام ديمقراطي يقوم على أسس التنمية والحوار البنّاء والعدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتكافؤ الفرص وصون الحريّات العامّة بما في ذلك الاعتراف بحق التنوع والاختلاف لتحقيق المواطنة المتساوية التي نسعى إليها في سوريا الحرّة.
نحن سنكون على أتمّ الجاهزية للتنسيق مع النساء السوريات رقمياً وعلى الأرض بما لا يتعارض أو يهدد أمن وسلامة أي امرأة سورية للقيام بحملات رقمية ووقفات واعتصامات سلمية نحمل فيها قضايانا المحقّة التي لا تتجزأ ولا تنفصل عن المطالب في الساحات مع علمنا التام بأنّه لن يكون هناك تغيير سياسي واجتماعي واقتصادي حقيقي في سوريا من دون إنصاف وإشراك النساء فيه واسترداد حقوقنا المسلوبة حيث طال تهميشنا الممنهج ونشدّ على يدّ كل مواطن ومواطنة شريف/ة في قول “كفى” لكل ما يحدث من إجرام وانتهاك بحقنا وبحق أطفالنا وأجيال سوريا القادمة التي ستدفع ثمن صمتنا وخوفنا.
لذا، لابدّ من بدء واستكمال العمل على امتلاك آليات وخطط التغيير الشاملة والعادلة لجميع أطياف وشرائح المجتمع السوري الذي يهدف إلى نشر الوعي لإشراك كل السوريات والسوريين في عملية التغيير الجذري الذي يتطلب مشاركة حقيقية من كافة المكونات الثقافية والاجتماعية وصون حقوقهم/ن ومطالبهم/ن وبناء سوريا حرّة تحمي وتصون كرامة وحقوق نسائها ورجالها وأطفالها لنحظى ولو لمرة في حياتنا بفرصة النجاة والعيش بحريّة وكرامة وعدالة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية في بلدنا الذي لم ولن نتخلّى عنه ما حيينا.
ندعو جميع السوريين والسوريات للمشاركة معنا ضمن الساحات والسعي للتغيير الديمقراطي القائم على العلمانية والمواطنة المتساوية.
ولكم/نّ خالص المحبّة والأمان،
البيان الأول لحراك #طالعات_سوريات بعيون وأصوات نساء سوريّات.