مهما_كان | اليوم العالمي للعمل الإنساني – المرأة السورية والعمل الانساني

ميساء الشيخ حسين| شبكة المرأة السورية (شمس) 

 

مهما_كان | اليوم العالمي للعمل الإنساني

يصادف 19 آب / أغسطس  من كل عام.يوم عالميًا للعمل الإنساني،  ويكرس هذا اليوم للاحتفاء وتكريم   جهود العاملين في مجال العمل الإنساني والإغاثة الإنسانية حول العالم ، الذين يعملون جاهدين لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأوضاع الصعبة والكوارث والأزمات، وتحسين ظروفهم الصعبة ومساعدتهم على تجاوز التحديات التي تفرضها ظروف  قاسية في مختلف أنحاء العالم.

يهدف  الاحتفال في هذا اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية العمل الإنساني والتحديات التي يواجهها العاملون في هذا المجال. وهو فرصة لتقدير الجهود الخيرية والعمل الجاد الذي يقومون به للمساعدة في تحسين حياة الآخرين.

للعمل الإنساني  أهمية كبيرة ودور حيوي في تحسين الحياة

من المؤكد أن العمل الإنساني له أهمية كبيرة ودور حيوي في تحسين الحياة ودعم الأفراد والمجتمعات الهشّة والضعيفة والمهمشة والمحتاجة، ويقوم بمهمات متنوعة في هذا الإطار، وهي على سبيل المثال لا الحصر :

  • تقديم المساعدة والرعاية : يسعى العمل الإنساني إلى تقديم المساعدة والدعم للأفراد والجماعات الذين يواجهون صعوبات، سواءً كانت تلك نتيجة لكوارث طبيعية أو إنسانية أو ظروف اقتصادية صعبة.
  • تخفيف معاناة البشر: يهدف العمل الإنساني إلى تخفيف معاناة البشر وتحسين جودة حياتهم من خلال توفير الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والتعليم والمياه النظيفة والخدمات الأساسية الأخرى.
  • الرد السريع للكوارث : يلعب العمل الإنساني دورًا مهمًا في تقديم استجابة سريعة وفعالة للكوارث الطبيعية أو الإنسانية، مما يساعد في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم للمتضررين.
  • تعزيز التعاون والتضامن الدولي: يعزز العمل الإنساني التعاون والتضامن بين الدول والمجتمعات المختلفة، مما قد يساعد في تخفيف الصراعات  بأنواعها ويساهم  في  بناء جسور الفهم المتبادل بين الثقافات والشعوب.
  • نشر الوعي والتعليم: يساهم العمل الإنساني في نشر الوعي بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والصحية والبيئية، ويسعى لتقديم التوجيه والتعليم للأفراد والجماعات باعتبار التعليم والتوعية سببا لتغيير الأوضاع المتردية للفئات الضعيفة والمهمشة.

بشكل عام، يهدف العمل الإنساني إلى تحقيق التحسين والتغيير الإيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات المحتاجة، ويعكس روح التعاون والرعاية بين البشر.

المرأة والعمل الإنساني

تلعب النساء دورًا مهمًا في مجال العمل الإنساني، حيث يسهمن بشكل كبير في تقديم المساعدة والدعم للأفراد والمجتمعات المحتاجة. ولطالما كانت النساء محركات لتقديم لرعاية والدعم الاجتماعي  تحت مسميات عدّة كالقيام بدور التمريض والرعاية المنزلية وتوزيع المساعدات أثناء الحروب والكوارث وقد ساهمت النساء في تقديم صورة متميزة بمشاركاتهن في العمل الإنساني، وكان من نتائج ذلك بعض النقاط المهمة مثل :

  • تمثيل وجهات نظر متعددة : النساء يمثلن نصف سكان العالم، وبالتالي فإنهن يجلبن تنوعًا كبيرًا من وجهات النظر والخبرات إلى مجال العمل الإنساني، مما يسهم في إغناء و تحسين البرامج ألإنسانية والمبادرات.
  • تقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي: تتميز النساء عادة بالقدرة على تقديم الدعم العاطفي والاجتماعي للأفراد والعائلات المتأثرة او المصابة ،  هذا الدور الحساس  يكتسب درجة عاية في القيمة أثناء تنفيذ المبادرات الانسانية  و يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والشعور بالمساندة.
  • تمكين النساء والفتيات : يعد تعزيز حقوق النساء وتمكينهن جزءًا مهمًا من الجهود. ألإنسانية والمبادرات وذلك بسبب كون النساء عمومًا من الفئات الضعيفة والمهمشة في أغلب المجتمعات وخصوصا في أثناء الكوارث والحروب وآثارها المتربة على المجتمعات المتعددة ، ولذلك يبرز دور  النساء العاملات في  المجال الإنساني كونهن يتصدرن المشهد كنماذج إيجابيه، للنساء والفتيات، عاملة لدعم المجتمع ويمكن أن يساهمن أيضا كمدربات أو قائدات  للفتيات والنساء اللواتي يسعين لتحقيق أهدافهن.
  • تحقيق التوازن والمساواة: من خلال مشاركة النساء في مجال العمل الإنساني، فإن فرصة تزايد الاهتمام باحتياجات النساء من الشرائح الضعيفة والمهمشة، وأخذها مكاناً بارزًا في المبادرات والمشاريع  مما يمكن  من تحقيق التوازن والمساواة بين الجنسين، وتعزيز فرص التطوير والقيادة للنساء.
  • المشاركة في مجالات متعددة: تفتح مشاركة النساء في العمل الإنساني مجالات أوسع لهذا العمل والكثير من الجوانب مثل الصحة، والتعليم، والتنمية المستدامة، والإغاثة. وذلك لما للنساء من أدوار متأصلة في هذه المجالات  بشكل طبيعي ،فالنساء يسهمن في هذه المجالات بخلفياتهن ومهاراتهن المتنوعة.

بشكل عام، يعزز دمج النساء في مجال العمل الإنساني من التنوع والابتكار، ويساهم في تحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية بشكل أفضل.

المرأة السورية والعمل الإنساني:

تلعب المرأة السورية تدورًا مهمًا في مجال العمل الإنساني، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا منذ عقد ونيف بسبب النزاع المسلح  والحرب. وقد برزت المرأة السورية بتضحياتها وملأت الفراغ المجتمعي الذي خلقته ظروف الصراع  وتبعات الحرب بأشكالها المختلفة، الموت والنزوح واللجوء والتشرد والفقدان  وتمزق النسيج الاجتماعي، فواجهت المرأة السورية هذه المظاهر بالتضحيات والصمود، وتجلى عملها الإنساني بالأدوار التالية :

  • تقديم الدعم والرعاية:  على الرغم من التأثيرات السلبية الكبيرة بسبب النزاع والنزوح لم تتردد المرأة السورية من أخذ دورها وشكلت المنظمات المحلية وتعاونت مع منظمات دولية، وحاولت بكل ما أوتيت من قدرات وخبرات تجميع الجهود  لتلعب دورًا حاسمًا في تقديم الدعم والرعاية للمجتمع من حولها الذي كان يتهاوى تحت تأثير النزاع السياسي والاعتداءات الغاشمة على المدنيين وانهيار البِنَى التحتية وانعدام الأمان، وانعدام قواعد العمل المدني في أغلب المناطق، ولكن هذا لم يفت في عزيمة النساء السوريات وظهر منهن سيدات ناشطات من مختلف المشارب والفئات تقدم كل منهن ما تستطيع وما تملك من خبرات وطاقة لاستمرار ردم الفجوات التي أحدثتها الصراعات الدامية والنقص الشديد في مقومات العيش في أعمال إغاثية وبناء قدرات ودعم صحي ودعم نفسي ودعم اجتماعي  للعائلات  الشرائح المتضررة .
  • التعليم والتدريب والتمكين: رغم التحديات التي تواجهها، رأت المرأة السورية الحاجة إلى تمكين نفسها وأطفالها من خلال التعليم وتطوير المهارات. وقد قامت  العديد من المبادرات التي تهدف إلى توفير فرص تعليمية وتدريبية للنساء بهدف تعويض المجتمع السوري عن النقص الذي يواجهه بسبب فقد العديد من أبنائه بسبب الصراع الدامي الذي واجهته سورية خلال العقد الأخير، وبسبب انهيار سلطة  الدولة ومؤسساتها عن القيام بالدور المناط بها في مختلف المناطق السورية.
  • المشاركة في عمليات الإغاثة والتنمية: تشارك المرأة السورية بشكل فعّال في عمليات الإغاثة والتنمية المحلية، حيث تقدم الدعم الإنساني وتوزيع المساعدات والإرشادات للمجتمعات المحتاجة. وقد قامت شبكة المرأة السورية بذلك الدور في خمس أماكن متضررة عقب الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا إلى جانب الكثير من المنظمات المحلية والدولية التي اعتمدت بشكل رئيسي على رؤية النساء ولبت احتياجاتهن في خططها ومبادراتها.
  • الحماية والقيادة: تظهر العديد من النساء السوريات قدرة قوية على القيادة والمشاركة في جهود حماية المجتمع والدفاع عن حقوق الإنسان. وقد برز منهن كثيرات  في مجالات تعزيز السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية.
  • توجيه الضوء على قضايا المرأة: تلعب المرأة السورية دورًا هامًا في تسليط الضوء على قضايا المرأة والجندر والتحديات التي تواجهها. تسعى لتعزيز المساواة والحقوق وتحقيق تغيير إيجابي في المجتمع.

و#مهما_كان وبالرغم من التحديات التي تواجهها المرأة السورية في ظل الوضع الصعب، إلا أنها تظل تلعب دورًا حيويًا في تقديم الدعم والإغاثة وتعزيز التغيير الإيجابي في المجتمع.

شاركنَ المنشور