فرجينيا وولف.. فرضية “الغرفة” وإبداع المرأة

نقلاً عن موقع عنب بلدي 

“إن النساء لكي يكتبن بحاجة إلى دخل مادي خاص بهن، وإلى غرفة مستقلة ينعزلن فيها للكتابة”.

تناقش فرجينيا وولف في كتابها “غرفة تخص المرء وحده”، الذي يضم سلسلة من المقالات في مجلة “المنتدى” عام 1928، علاقة المرأة والأدب، وعلاقة الاستقلالية المادية والاجتماعية، بإمكانية حصول المرأة على حقوقها في المجتمع.

عالجت وولف في الكتاب عددًا من النقاط التي ترى أنها تؤدي دورًا مهمًا في إمكانية تطوير الإبداع الفكري لدى المرء، وأسباب غياب المرأة عن الغزارة الفكرية والإنتاج الأدبي مقارنة بالرجال حينها.

وضعت وولف فرضية “الغرفة” كمثال على احتياجات الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا، للوصول إلى الحالة الإبداعية المطلوبة، و”الغرفة” هنا تأتي بمعنيين، مادي ومجازي.

وتشرح وولف من خلال كتابها أن وجود “الغرفة” يعني مساحة أكبر للمرء، وإمكانية وجود عزلة وخلوة للتفكير بعيدًا عن القلق والمشكلات، وكل ما قد يشتت المرء عن الإبداع.

وفي مقال آخر، فسرت الكاتبة سبب غزارة الإنتاج الفكري للرجال بالمقارنة مع النساء، بأنهن لم يحصلن على أي مساحة شخصية في ذلك الوقت، فكل وقتهن محكوم بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال وإعداد الطعام، بالإضافة إلى حرمانهن من التعليم، ومنعهن من دخول المكتبات إلا بمرافقة أستاذ من الكلية أو خطاب توصية خاص.

وعدد قليل من نساء العائلات الغنية حصلن على تعليم منزلي في تلك الفترة.

كما أن الاستقلالية المالية للمرأة تقوم بدور مهم بوجود إبداع فكري لديها، وفق وولف، خاصة أنها كانت ممنوعة من العمل، ولا يمكنها تحصيل المال إلا عبر الإرث، مشيرة إلى أنها لو لم تحصل على إرث لم يكن لأحد أن يسمع عنها ولم تكن لتصبح أديبة.

وأشارت وولف إلى الرقابة التي تتعرض لها النساء، والتي تمنعها من الحديث بعدد كبير من المواضيع، وفي حال الحديث عنها يتم وصم الأديبة ونبذها من قبل المجتمع المحيط.

وتقول، إن الدول التي تعيش تحت النظام الدكتاتوري، يكون عدد الأدباء فيها (الرجال والنساء) أقل مع القيود على الإنتاج الفكري.

من فيرجينيا وولف؟

ولدت فيرجينيا وولف في إنجلترا عام 1882، وتعتبر من أيقونات الأدب الحديث للقرن الـ20، ومن أوائل من استخدم  تيار الوعي كطريقة للسرد.

تلقت تعليمها في البداية بالمنزل في مجال الأدبين الإنجليزي والفيكتوري.

تمكنت فيرجينيا وأخواتها لاحقًا من الالتحاق بقسم الفتيات في كلية الملك بلندن، حيث درسن الكلاسيكيات والتاريخ، وأصبحن على تواصل مع أوائل النساء الإصلاحيات لحركة التعليم العالي للنساء وحركة حقوق المرأة.

وأسهمت بتأسيس مجموعة “بلومزبري” الفنية والأدبية، وتزوجت لاحقا من ليونارد وولف الذي كان من ضمن الأعضاء الرئيسين للمجموعة.

أسست فرجينيا مع زوجها دار نشر “هوجارث” عام 1917، التي نشرت معظم أعمالها فيها.

وعانت وولف لسنوات عديدة اضطراب ثنائي القطب، وعمدت إلى كتابة رسالة لزوجها، قبل أن تغرق نفسها في نهر “أوس” عام 1941 وكان عمرها 59 عامًا.

 

 

 

شاركنَ المنشور