وصلت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، الاثنين 22 أيار/ مايو 2023، إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، ضمن طاقم مهمة AX-2 الفضائية كـ”أول امرأة سعودية وعربية مسلمة”، في ما عدّه كثيرون بُشرى لمستقبل واعد للمرأة السعودية والعربية في هذا القطاع.
واحتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بوصول رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى المحطة الدولية، رفقة طاقم المهمة الفضائية AX-2، وإعلان وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) نجاح التحام المركبة الفضائية التي تقلّهم – (مركبة “دراغون 2”) – بمحطة الفضاء الدولية، بعد نحو 16 ساعة من إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء في قاعدة كيب كنافيرال بولاية فلوريدا عبر صاروخ “فالكون 9”.
في الأثناء، قالت الهيئة السعودية للفضاء إن الرائدين السعوديين وطاقم المهمة حظوا باستقبال وترحيب طاقم محطة الفضاء الدولية بعد التحام مركبتهم بها، محتفيةً بأن الرائدة ريانة برناوي “أصبحت أول امرأة سعودية تحلق نحو الفضاء وتصل إلى المحطة، كما أصبح علي القرني أول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، فيما أصبحت المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تشارك منها امرأة في مهمة علمية في الفضاء”.
“حدث تاريخي”… #ريانة_برناوي تُصبح “أول امرأة سعودية وعربية مسلمة تصل إلى محطة الفضاء الدولية”، ومكاسب بالجملة لـ #السعودية. تعرفوا/ تعرفن عليها في تقريرنا
واعتبرت الهيئة السعودية أن المملكة دوّنت بذلك اسمها ضمن “الدول القليلة في العالم التي تتمكن من إرسال رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت نفسه” من خلال الرحلة التي من المقرر أن تستمر 10 أيام.
من هي ريانة برناوي؟
وريانة ابنة الـ33 عاماً هي باحثة في العلوم الطبية الحيوية، خريجة كلية العلوم الحيوية الطبية في جامعة أوتاغو في نيوزيلندا. وتخطط خلال رحلتها الأولى للفضاء لإجراء بحوث تتعلق بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي.
وفي مقطع مصور متداول لها قبل الصعود إلى الفضاء، أعربت ريانة عن أملها في أن تكون مصدر إلهام للنساء في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم. قالت: “إلى الناس من حول العالم: المستقبل مشرق للغاية. أودّ أن تحلموا كثيراً، وأن تؤمنوا بأنفسكم، وأن تؤمنوا بالإنسانية”.
كما أعربت عن شعورها بالفخر والسعادة الغامرة لأن تكون أول امرأة سعودية تصل الفضاء. ويأتي هذا الإنجاز بعد عقود طويلة من التضييق على المرأة السعودية في الحيز العام وحرمانها من أبسط الحقوق بما في ذلك حق قيادة السيارة الذي انتزعته في عام 2018 فقط.
وبشّرت الهيئة السعودية للفضاء بأن الرائدين السعوديين استعدّا لبدء مهمتهما التي تتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، لافتةً إلى أن نتائجها “ستسهم في توفير إجابات من شأنها مساعدة العلماء في إرسال رحلات استكشاف مأهولة للقمر والمريخ، وتعزز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، كما سيجري الرائدان ثلاث تجارب تعليمية توعوية”.
وفق هيئة الفضاء السعودية، فإن ثلاث من هذه التجارب هي تجارب توعوية تعليمية يشارك فيها 12 ألف طالب في 42 موقعاً من المملكة عبر الأقمار الاصطناعية، بما يُسهم في بناء جيل جديد من القادة والمستكشفين والعلماء السعوديين، ويلهم الأجيال في العالم العربي إلى آفاق جديدة من التجارب في الفضاء.
وأكدت الهيئة جاهزية رائدي الفضاء السعوديين، ريانة برناوي وعلي القرني، التامة لتنفيذ مهمتهما التي أُرسِلا من أجلها، معربةً عن ثقتها في نجاح مهماتهما وتحقيق جميع الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقاً لتلقيهما الإعداد الكافي من خلال برنامج رواد الفضاء، بما “يؤثر بشكل إيجابي في مستقبل الصناعة والوطن، ويزيد من اهتمام الخريجين بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب، وبما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الفضاء”.
تود أن تكون مصدر إلهام لجميع النساء… #ريانة_برناوي: “إلى الناس من حول العالم: المستقبل مشرق للغاية. أودّ أن تحلموا كثيراً، وأن تؤمنوا بأنفسكم، وأن تؤمنوا بالإنسانية”
بدوره، أشار محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء، محمد بن سعود التميمي، إلى المكاسب العديدة التي تتحقق للمملكة من هذه الرحلة العلمية باعتبارها “بداية عصر جديد للمملكة في مجال الفضاء” و”حدث تاريخي” بتسجيل ريانة كـ”أول امرأة سعودية وعربية مسلمة تصل إلى محطة الفضاء الدولية”، مشيراً إلى أن هذا ينسجم مع “إبراز الدور الريادي للمرأة السعودية وحرص القيادة السعودية على تمكينها في جميع القطاعات”.
وبينما أشاد بـ”الدعم السخي والتمكين” المقدّم من قيادة البلاد لقطاع الفضاء، شدد التميمي على أن ذلك “مكّن المملكة من تحقيق قفزات نوعية في وقت قياسي في مجال الفضاء”، معتبراً “رحلات الفضاء المأهولة مقياساً لتفوق الدول وتنافسيتها عالميّاً في العديد من المجالات، مثل التقدم التقني والهندسي والبحث العلمي والابتكار”.
في غضون ذلك، قال نائب رئيس المجلس الأعلى للفضاء، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، عبدالله بن عامر السواحة، إن “هذا الحدث التاريخي والفرص التي ستحقق من ورائه ما هي إلا ثمرة للدعم غير المحدود الذي تلقاه الهيئة السعودية للفضاء، وبرنامج المملكة لرواد الفضاء” من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وأردف السواحة أن “هذه الخطوة التي تتسق مع رؤية السعودية 2030 ستمكّن المملكة من تدشين عصر جديد من الاستكشافات والإسهامات العلمية التي تعزز مكانة المملكة في السباق العالمي نحو الفضاء وتقنياته، ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة”.
متابعة شعبية “فخورة”
واهتم عدد كبير من السعوديين بمتابعة وصول برناوي والقرني إلى المحطة الدولية للفضاء من خلال الاحتشاد في “معرض السعودية نحو الفضاء” بالرياض، ومشاهدة استعداداتهما داخل “دراغون” للانطلاق نحو الفضاء بمشاعر غلب عليها شعور “الفخر والاعتزاز”، وفق “واس”.
وفّر المعرض لمرتاديه فرصة مشاهدة بث مباشر ينقل عبر شاشات كبيرة تفاصيل الساعات الأخيرة لما قبل الانطلاقة ولحظات وداعهما، حتى صعودهما إلى المركبة الفضائية.
كما اهتم السعوديون النشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإبراز الحدث، وكذلك فعلت وسائل الإعلام السعودية وبعض الميديا العالمية.
وغرّدت الكاتبة والروائية السعودية في صورة مواطنتها ريانة عبر تويتر، معلقةً عليها “أجمل ما في المشهد أن أحداً لم يجرؤ على التنمر على هذه السعودية الفاخرة، وارتدت رعونة العصبيات إلى مكامنها، وحماقة المرجعيات إلى جيوبها وبقيت #ريانة_برناوي تتشح بالوطن وتأخذه عالياً فوق النجوم والمستقبل وأحلام الوطن الشاهقة… هي الحل”.