النسوية التقاطعية: ماذا تعني؟

 ندى المصطفى / UFEED


النسوية التقاطعية
…؟

تمثّل النسوية التقاطعية طريقةً لفهم واستيعاب العلاقات الاجتماعية، وتعدّ تأكيداً على تداخل أنواع التمييز في جميع أشكال الهويات الاجتماعية والسياسية. وهذا يعني الاعتراف بتعقيد النظام الاجتماعي، وأن الإنسان قد يكون معرضاً للكثير من أشكال الاضطهاد كالتمييز العنصري والجنساني والعمري. ويتم استخدام مصطلح التقاطعية غالباً لتوصيف ضرورة التصدي لكافة أشكال الاضطهاد وتقاطعاتها المتعددة.

لنأخذ مثالين مختلفين عن فتاتين، إحداهما بيضاء البشرة ذات بنية جسدية سليمة والأخرى فتاة سوداء البشرة ومثلية الجنس من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولنتعمق في دور نظريات بناء المساواة الحالية التي تركّز على نوعٍ واحد من أنواع التمييز، مثل التمييز الجنساني على حياتهما، ما هي النتيجة برأيكم؟  في الحقيقة، ستساهم هذه النظريات في تحسين حياة الفتاة الأولى لكنها لن تنجح في التعامل مع التحديات التي تتعرض لها الثانية مثل العنصرية والتمييز ضد ذوي الاحتياجات بالإضافة إلى رهاب المثلية ضمن مكان عملها.

وعلى الرغم من أن النسوية التقاطعية تعني القدرة على التعامل مع جميع العقبات المحتملة التي تقف عائقاً ضد السلامة الفردية والجماعية، لكنها ليست مجرد اعتراف بتعدد أشكال التمييز والتعامل مع كلٍ منها على حدة. فجميعنا ندرك حقيقة وجود التمييز العنصري والجنساني، والتمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن عندما تجتمع هذه الأشكال معاً فإنها تتضاعف وتتحول إلى اضطهاد، وبناء على ذلك فإن التقاطعية النسوية تؤمن بوجود اضطهاد استثنائي وتكرّس جهودها لمعرفة آلية التعاطي مع هذا المزيج المتعدد والمعقد من أشكال التمييز.

النسوية التقاطعية وجذورها:

تعود جذور التقاطعية للحركة النسوية السوداء، حين قدّمت  “كمبرلي كرينشو”، الباحثة الحقوقية والناشطة الاجتماعية المهتمّة بدراسة كيفيّة تأثير الهويات الاجتماعية المتداخلة أو المتقاطعة، هذا المصطلح لأول مرة، ليكون عنوانا للعمل النظري وhلممارسات العملية التي تحاول النسويات من خلالها فهم التجارب المركّبة للنساء والتي يدخل في تكوينها مختلف الانتماءات والهويات التي يمتلكنها بسبب مواقعهن المختلفة في المجتمع الواحد أو العالم. إذ أشارت كرينشو إلى أن الحركة النسوية والحركات الموجّهة ضد التمييز العنصري تغاضيتا عن العقبات التي تتعرض لها النساء ذوات البشرة السوداء.  وعلّقت على ذلك بأن التشريع المتعلق بالتمييز على أساس الجنس فشل في حماية النساء السود، بينما نجح في حماية النساء البيض فحسب.

Kimberlé Williams Crenshaw

تُطبّق التقاطعية النسوية في وقتنا الحالي على مجموعة كبيرة من الفروقات الاجتماعية وتُستخدم كطريقة لفهم أنواع الهيمنة  المرتبطة بالعرق أو الذكورية أو المغايرة الجنسية، كما أنها لا تتمحور حول الهويات المتعددة فحسب وليست إجابة بسيطة لحل المشكلات المتعلقة بالمساواة والتنوّع، لكنها بالتأكيد الإطار الأساسي الذي يحدد طريقة عملنا وتعاملنا مع القضايا التي تحددها معايير الامتيازات والسلطة وكيفية التعاطي معها.

خلاصة القول:

إن التقاطعية هي مقدرتنا على الإصغاء إلى الآخرين ومعرفة مزاياهم المختلفة، وتحديد الأشخاص المهمشين الذين تتم  ممارسة التمييز تجاههم ضمن أماكن العمل وفي المجتمع؟ والأهم من ذلك، فهي الرغبة بتغيير هذا السلوك. واتّخاذ الإجراءات المناسبة لدعوة وتضمين جميع الأشخاص والعمل معهم للحصول على جميع حقوقهم وتخطي جميع أشكال التمييز والتعصّب التي يتعرضون لها.

المصدر:

https://vimeo.com/263719865?fbclid=IwARONxTXRHShwyZAMuHTBZ-mxQSButbxT6TnAQXycMmaA_RSCWyxVQu3J_EO
شاركنَ المنشور