خلود الحارثي| الجمهورية
قبل سنتين تقريباً تواصلتْ معي إحدى الفتيات من داخل السعودية عن طريق تويتر بمُعرّف وهمي يخفي شخصيتها، وسألتني عن طريقةٍ لمغادرة البلد. في رسالتها الطويلة ذكَرتْ لي تفاصيل قصتها، وأخبرتني بأنها حبيسة المنزل لا تسمح لها عائلتها بالخروج منذ تخرجها من الجامعة قبل سنة تقريباً. قالت لي إنها طموحة، وإنها كانت تحلم إما بإكمال دراسة الماجستير أو العمل، لكن أحلامها قُوبلت بالرفض. فرضت عليها عائلتها بدلاً من ذلك العمل في المنزل. كتبت تقول: «كل ما قلت لأبوي ’أَبِي أَتوظَّف‘، ردّ عليّ باستهزاء وقال: ‘علّقي شهادتك بالمطبخ’». وصفت لي في رسالتها كيف ينهش الاكتئاب روحها منذ ثلاث سنوات، وذكرت لي مدى العنف الذي تتعرّض له داخل جدران المنزل، وكيف أنها عندما نامت ذات يوم عن موعد تحضير الغداء تعرّضت للضرب من والدها، حتى تسبّبَ لها بكسرٍ في يدها اليسرى خضعت على إثره لعمليةٍ جراحية.