"الولد بيجي بس بيسرقوا له رزقته" سوريون رفضوا الإنجاب بسبب الفقر

علياء أحمد: “الولد بيجي بس بيسرقوا له رزقته” سوريون رفضوا الإنجاب بسبب الفقر

تقرير: علياء أحمد – تحرير: نور الدين الإسماعيل| روزنة

توقفت نايلة 32 عاماً عن الإنجاب بعد ولادة طفلها الثاني قبل ثلاث سنوات، واتخذت قرارها مع زوجها بعدم الحديث عن الفكرة ريثما تنتهي الأزمات المعيشية، ويصبح في مقدورهما إعالة طفل ثالث.

تقول نايلة وهي خريجة جامعية تعمل في القطاع الخاص بالعاصمة دمشق، إن إقناع زوجها بالفكرة كان صعباً نوعاً ما خصوصاً أنها أنجبت طفلتين دون مولود ذكر، وهو ما يسبب إرباكاً لها ولزوجها من عائلته، التي لا تتوقف عن التدخل والإلحاح عليهما بإنجاب طفل ذكر.

نايلة كانت حاسمة تماماً في الموضوع، وأخبرت زوجها أن طفلاً ثالثاً يعني توقفها عن العمل، وبالتالي خسارة العائلة المردود المالي القادم من راتبها الشهري، إضافة إلى زيادة أعباء مادية جديدة، ما دفعه للموافقة على مضض.

وليس بعيداً عن نايلة، سمير 44 عاماً، يرفض إنجاب زوجته لطفل جديد بعد طفله الأول الذي يبلغ من العمر اليوم أقل من 11 عاماً، ويؤكد أنه وزوجته اتفقا في البداية على إنجاب طفل ثم الانتظار ريثما يتمكنان من تأمين المستقبل بالكامل، لكن الأزمات المعيشية لم تكن ضمن خططهما حينها، لذا قررا عدم إنجاب طفل جديد.

يضيف سمير الذي يعيش في محافظة طرطوس: “حكومة فاشلة، عجزت عن تأمين مازوت التدفئة، وتعجز عن إنهاء أزمة حليب الأطفال التي تعود كل عام، حياتنا كلها ذل بذل، فكيف من الممكن أن أورط روحاً جديدة في هذه الحياة”.

لا يخفي سمير رغبته بطفل آخر، وهو اليوم يحاول الهجرة، ويؤكد أنه في حال نجح بالخروج من سوريا، فإنه بالتأكيد لن يمانع في إنجاب زوجته لطفل جديد.

الولد بيجي لكن “بيسرقوا له رزقته”

“الولد بيجي وبتجي رزقته معه”، المثل الذي لم يعد يواكب الحياة في سوريا كما تقول إلهام، وهي موظفة حكومية في منتصف عقدها الثالث، وترى أن “الولد في سوريا بيجي وبيسرقوا له رزقته”.

تضيف إلهام وهي أم لطفلة وحيدة عمرها أقل من عام ونصف، إنها لا تفكر إطلاقاً في الإنجاب مجدداً، فمصاريف الطفلة الصغيرة “هدت حيلنا” على حد تعبيرها، وتضيف: “في حال تعرضت لنزلة برد عادية، فإننا ندفع 15 ألف معاينة طبيب، وما لا يقل عن 20 ألف أدوية، وهذا دون أن نأتي على ذكر مستلزمات الطعام الذي تحتاجه في فترة النمو، علماً أن كيلو الحليب الذي بات بـ 3000 ليرة لا يكفي أكثر من يوم ونصف، ولا عن الألبسة التي بتنا نطلبها من ملابس صغار أقاربنا الذين لم يعودوا يستخدمونها”.

“لا مستقبل هنا” تقول إلهام، التي لا تتوقف عن التفكير في احتياجات طفلتها، وكيف سيتم تأمينها، بينما لا يتجاوز راتبها مع راتب زوجها 225 ألف ليرة شهرياً (أقل من 50 دولار).

انخفاض معدل الولادات

لقراءة المزيد: https://bit.ly/3h7jpk7

شاركنَ المنشور