في مقاومة السجن والعزل والإخراس من خلال المسرح

خاص المنصة

في عام 1991 قامت مجموعة من المعتقلات السياسيات بتقديم مسرحية ” حورية البحر” لهنريك ابسن، قدمنها حينها لجمهورهن من السجينات القضائيات في سجن دوما للنساء .
بعد أكثر من 30 عاما يقوم وائل قدور من خلال إعداده لمسرحية Up There باستحضار تلك التجربة بتفاصيلها ، من خلال شهادة معتقلتين سابقتين هما هند قهوجي ووجدان ناصيف اللتان شاركتا في المسرحية يومها، ومن خلال ذاكرة معدة النص حينها ” الدراماتورج التي لا يذكر اسمها” ، فهي بقيت هناك تنتظر أن تحين الفرصة للكلام. من خلال هذه الذاكرة وعبر شخصية هيلدا التي استخدمها هنريك ابسن في مسرحية حورية البحر ثم استخدمها مرة ثانية بعد اربع سنوات في مسرحية ” سيد البنائين” يحاول الكاتب ومعه فريق العمل عبر عمل تشاركي طرح أسئلة عديدة أهمها : ما الفائدة من الحديث عن تجربة المسرح في السجن ونحن اليوم مسجونين ومسجونات خارج بلدنا؟
في نهاية هذه المسرحية سيصفق فريق المسرحية ومعه الجمهور للنساء المقاومات ، بطلات مسرحية ” حورية البحر”، للمعدة والمخرجة والممثلات وللسجينات اللواتي طرقن على الطناجر احتجاجا على منع المسرحية ، للجمهور الكبير من السجينات القضائيات اللواتي شاركن في الاحتجاج ، للديكور الذي حطمته الإدارة ليعاد ترميمه في اليوم التالي وتقدم المسرحية، لتكرس شكلاً من أشكال مقاومة الاخراس والقمع، احتفالا بما يعنيه المسرح كفن قادر على المقاومة والتغيير .
شاركنَ المنشور