كنتُ طِفلةً
تُريدُ الكثير
قالت أمي في الجنةِ ستنالينَ ما تشتهينَ
ما أقساها .. أجّلَت رغبتي الى يومِ بَعثي ..
غافلتها .. خاطبتُ الله بِشأنِ أمنياتي
رَجوتهُ أن تكونَ الجنة على مقياسِ طُفولتي ..
مَليئةً بالألعابِ و أكياسِ المارشْميلو
لا أريدُ أن تَجري من تَحتيَ الأنهارُ ! فقطْ
أريدُ حوضَ سباحةٍ
تتراقصُ فيه الدلافينُ
كالتي رأيتها في الإعلانِ ولم أذهبْ لِمشاهدة انبهاري و دَهشتي بِها ..
أيضاً أريدُ أبي حيّاً يُشاطرني التّصفيقَ
و مُعلمتي التي قالتْ إن جَدتي المسيحية
سَتدخلُ النارَ
أريدُ أن أراها مُعلقةً من شَعرها في قَعرِ جَهنم ..
كنتُ مُراهقةً تُريدُ الحُب ..
قالتْ أمي تلك مُمارَساتُ الكِبارِ .. الحبُّ مرضٌ
ضيقٌ يَتَحسسُ حَناجرَ الأقوياءِ
لم تُدركْ حينها بَسالتي و قُدرتي على تَرويضِ الأوْهامِ المتكتلةِ في جِرارِ الرُوحِ
حيثُ الكَنزُ
هُناكَ خُدعةٌ .. لِتَمريرِ مرحلةٍ عُمريةٍ سَقيمةٍ
لِتدوينِ
ذكرياتٍ تُحاكي لُؤْمَ الحَياةِ
( جَسدي هَزيلٌ اجْلدوني على مَهلٍ فأنا زانيةٌ على الوَرقْ )
كُنتُ امرأةً تَطبخُ الحياةَ ..
قالتْ أمي أحلامُ البَناتِ مخبأةً
تَحتَ فَساتينِ زَفافهنّ
في جُيوبُ أزواجهنّ
أينما نَبشتِ وَجدتِ المُرادَ طائعاً صاغراً أمامكِ
هْممتُ كالجنودِ .. أبْحثُ عن مُقاتلٍ حيٍّ لأسعفهُ .. أخَلصهُ منْ هذا المَوت
نَبشتُ جَيداً في السّريرِ ..
وخرجتُ بأطفالٍ يقولونَ ماما .. منْ ماما ؟
انتظروا .. أنا لمْ أكبُر بَعدُ
مازال الطِفلُ فيَّ يَسحبُني لِنقفزَ فوقَ الوَحلِ …
و مازال أبي يُخبرني في الخَيالِ أنني الأجْملُ وأصْدقهُ .
كنتُ عجوزاً تُلملمُ الذِّكرى ..
قالت أمي كلُّ امرأةٍ لها زَمانُها
وفي عَينيّ بَياضُ أيامٍ تعبُرني
أتصدَّعُ تحتها
بِزَلازلَ فَلقتْ قُمْرَتي
عُشّاقيَ الألفُ …. أينَ أنتمُ ؟!
أُريدُ فقطْ واحداً منكم لُيخبرني
هل مازال خَديَ الممزقُ صالِحاً لِقُبلة ؟! ؟!
كُنتُ مَيتةً تَشعرُ بالدُّوارِ ..
هي حَتماً روحي تَطوفُ السّماءَ
تُحاسبُ أمي التي سَكنتْ جِواري على أقْوالها
و روحُ الأخيرةِ تُحاسبُ جَدتي
و طفلةٌ منَ الاحياءِ فوقَ التُّرابِ تُسائلُ أمّها
ما هو الموت ؟
فتقولُ
الموتُ …. .
أنْ تَكوني أنثى
ولا تبلغينَ بِسطوةِ الحُلمِ
عَنانَ الفَضاء