وئام فتال: قصيدة بلا عنوان

كنتُ طِفلةً
‏‎ تُريدُ الكثير
‏‎قالت أمي في الجنةِ ستنالينَ ما تشتهينَ
‏‎ما أقساها .. أجّلَت رغبتي الى يومِ بَعثي ..
‏‎غافلتها .. خاطبتُ الله بِشأنِ أمنياتي
‏‎رَجوتهُ أن تكونَ الجنة على مقياسِ طُفولتي ..
مَليئةً بالألعابِ و أكياسِ المارشْميلو
‏‎لا أريدُ أن تَجري من تَحتيَ الأنهارُ ! فقطْ
‏‎ أريدُ حوضَ سباحةٍ
‏‎تتراقصُ فيه الدلافينُ
‏‎كالتي رأيتها في الإعلانِ ولم أذهبْ لِمشاهدة انبهاري و دَهشتي بِها ..
‏‎أيضاً أريدُ أبي حيّاً يُشاطرني التّصفيقَ
‏‎و مُعلمتي التي قالتْ إن جَدتي المسيحية
‏‎ سَتدخلُ النارَ
‏‎أريدُ أن أراها مُعلقةً من شَعرها في قَعرِ جَهنم ..
‏‎كنتُ مُراهقةً تُريدُ الحُب ..
‏‎قالتْ أمي تلك مُمارَساتُ الكِبارِ .. الحبُّ مرضٌ
‏‎ضيقٌ يَتَحسسُ حَناجرَ الأقوياءِ
‏‎لم تُدركْ حينها بَسالتي و قُدرتي على تَرويضِ الأوْهامِ المتكتلةِ في جِرارِ الرُوحِ
‏‎حيثُ الكَنزُ
‏‎ هُناكَ خُدعةٌ .. لِتَمريرِ مرحلةٍ عُمريةٍ سَقيمةٍ
‏‎لِتدوينِ
‏‎ذكرياتٍ تُحاكي لُؤْمَ الحَياةِ
‏‎ ( جَسدي هَزيلٌ اجْلدوني على مَهلٍ فأنا زانيةٌ على الوَرقْ )
‏‎كُنتُ امرأةً تَطبخُ الحياةَ ..
‏‎قالتْ أمي أحلامُ البَناتِ مخبأةً
‏‎تَحتَ فَساتينِ زَفافهنّ
‏‎في جُيوبُ أزواجهنّ
‏‎أينما نَبشتِ وَجدتِ المُرادَ طائعاً صاغراً أمامكِ
‏‎هْممتُ كالجنودِ .. أبْحثُ عن مُقاتلٍ حيٍّ لأسعفهُ .. أخَلصهُ منْ هذا المَوت
‏‎نَبشتُ جَيداً في السّريرِ ..
‏‎وخرجتُ بأطفالٍ يقولونَ ماما .. منْ ماما ؟
‏‎انتظروا .. أنا لمْ أكبُر بَعدُ
‏‎مازال الطِفلُ فيَّ يَسحبُني لِنقفزَ فوقَ الوَحلِ …
‏‎و مازال أبي يُخبرني في الخَيالِ أنني الأجْملُ وأصْدقهُ .
‏‎كنتُ عجوزاً تُلملمُ الذِّكرى ..
‏‎قالت أمي كلُّ امرأةٍ لها زَمانُها
‏‎وفي عَينيّ بَياضُ أيامٍ تعبُرني
أتصدَّعُ تحتها
بِزَلازلَ فَلقتْ قُمْرَتي
‏‎عُشّاقيَ الألفُ …. أينَ أنتمُ ؟!
أُريدُ فقطْ واحداً منكم لُيخبرني
هل مازال خَديَ الممزقُ صالِحاً لِقُبلة ؟!  ؟!
‏‎كُنتُ مَيتةً تَشعرُ بالدُّوارِ ..
‏‎هي حَتماً روحي تَطوفُ السّماءَ
‏‎تُحاسبُ أمي التي سَكنتْ جِواري على أقْوالها
‏‎و روحُ الأخيرةِ تُحاسبُ جَدتي
‏‎و طفلةٌ منَ الاحياءِ فوقَ التُّرابِ تُسائلُ أمّها
‏‎ما هو الموت ؟
‏‎فتقولُ
‏‎الموتُ …. .
‏أنْ تَكوني أنثى
‏‎ولا تبلغينَ بِسطوةِ الحُلمِ
‏‎عَنانَ الفَضاء
شاركنَ المنشور