العربية | على الرغم من الوعود والتطمينات التي أطلقتها حركة طالبان بعيد سيطرتها على البلاد في أغسطس/أب الماضي، بشأن طريقة التعامل مع النساء، وصيانة حقوقهن، إلا أن قراراتها تثبت العكس.
فقد منعت الحركة المتطرفة في قانون جديد، الأفغانيات من دخول المتنزّهات والحدائق العامة في العاصمة كابول، بعدما كانت آخر أماكن الترفيه المتاحة للنساء مع القيود الشديدة التي فرضها نظامها.
طالبان تزعم: انتهكوا التعليمات
إذ من شأن هذا القانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، إخراج الأفغانيات أكثر من الفضاء العام الآخذ في التقلص، خصوصاً بعد منعهن من السفر دون مرافقة ذكر وإجبارهن على وضع الحجاب أو ارتداء البرقع في الخارج، فضلاً عن إغلاق مدارس الفتيات المراهقات منذ أكثر من عام في معظم أنحاء البلاد.
فيما ادعت الحركة عبر متحدث باسمها، أن القرار جاء بسبب انتهاكات للقواعد شهدتها المنتزهات، حيث لم يتم الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الحركة، وفقاً لزعمه.
خيبة أمل.. ارحموا عقولنا
في المقابل، قوبل هذا القرار بخيبة أمل لدى النساء ومشغلي المتنزّهات الذين استثمروا بكثافة في تطوير تلك المرافق.
وقالت وحيدة وهي أفغانية طلبت عدم كشف هويتها فيما كانت تشاهد أطفالها يلعبون في متنزّه عبر نافذة مطعم مجاور، إن الوضع لم يعد يطاق، فلم يعد هناك مدارس ولا عمل، على الأقل كانت المنتزهات فسحة أمل، في إشارة منها إلى القرار التعسفي الأخير.
كما أضافت “سئمنا من البقاء في المنزل طوال اليوم، هذا يؤثر على صحتنا العقلية، ارحمونا”.
أحكام متشددة خصوصا على النساء
يذكر أن المنتزهات كانت قبل الحظر الذي فرض هذا الأسبوع تستقبل مئات الزوار في الأيام التي تحضر فيها النساء أطفالهن خلال التجمعات العائلية، إلا أن هذا تلاشى تماماً مع القرار الأخير.
وخلال فترة حكم الحركة للبلاد بين 1996 و2001، فرضت طالبان أحكامها المتشددة على المواطنين لاسيما النساء.
كما منعت حينها الفتيات من الدراسة، وحظرت على النساء العمل أو الخدمة في الحكومة أو الجيش والسفر، بل قلما شوهدن في الشوارع العامة بلا مرافقة رجل!