المصدر : موقع الحركة السياسية النسوية السورية
نحن التحالف النسوي الإقليمي، مجموعة من الحركات النسوية الفاعلة في المنطقة، نلتقي اليوم في إطار مبادرة نسوية ضرورية وعاجلة، تفرضها الحاجة الملحة للتصدي للإبادة الجماعية التي تقوم بها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والتي تستمر الآن للشهر الثالث على التوالي. نعلن عن إدانتنا الشديدة واستنكارنا الكامل لهذا العدوان المتواصل على قطاع غزة، ونطالب بالإيقاف الفوري لإطلاق النار في غزة.
إن هذا الوضع يمثل امتحانًا تاريخيًا للإنسانية جمعاء. لقد أظهرت شعوب العالم موقفها الإنساني النبيل بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا التيار الإنساني العالمي. نحن كحركات ومنظمات نسوية تناضل من أجل العدالة والمساواة، نؤكد على أن العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل تجاهلاً للقوانين والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وكرامته، حيث ترتكب إسرائيل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم حرب.
لقد شنت إسرائيل هجمات أدت وفقاً للتقارير، إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص في غزة، منهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 52 ألفاً و600 جريح. يكافح أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة من أجل البقاء على قيد الحياة وسط أزمة إنسانية مروعة. النساء في غزة، كما في جميع مناطق النزاع، يواجهن تحديات مضاعفة تتراوح بين العنف المباشر والصعوبات الناتجة عن الحصار والأوضاع الإنسانية المزرية. وتخطط إسرائيل لجريمة تهجير قسري لمليوني شخص. أيضاً ووفقًا للأمم المتحدة، فإن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية قد ارتفعت إلى أكثر من الضعف منذ بدء الحرب على غزة، حيث يستهدف المستوطنون الفلسطينيين والفلسطينيات بشكل واضح بهدف القتل، وهذا الواقع ليس بجديد مع الحرب.
لم تكن هذه الأحداث أول فظائع تُرتكَب، ولا حتى هي الأكبر، بل هي جزء من سلسلة متواصلة ونمط من الجرائم المميزة بغرورها وحصانتها الدولية. فالمنطقة كانت تشهد توترات وصراعات مستمرة، تشمل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في باحات المسجد الأقصى في القدس، والتوجه السياسي المتزايد نحو اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الحصار على غزة منذ عام 2006.
إنها عملية إبادة جماعية تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، تتم على يد قوة تجرد خصومها من الإنسانية ببساطة، حيث يتحدث وزراء في حكومتها ببساطة عن “حيوانات بشرية”. إنها مجزرة سمح بها العالم ومهد لها عندما حرم الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه، وتغاضى عن جذر الصراع السياسي.
ندعو المجتمع الدولي إلى العمل على وقف إطلاق النار وبشكل فوري، واتخاذ إجراءات حازمة لوقف ما تقوم به “إسرائيل” من إبادة جماعية، بوضع حد للهجمات غير القانونية، بما في ذلك الهجمات العشوائية، والهجمات المباشرة على المدنيات والمدنيين والأعيان المدنية، والهجمات غير المتناسبة. والضغط على “إسرائيل” للسماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيات والمدنيين في قطاع غزة المحتل دون عوائق، ورفع حصارها غير القانوني على غزة الذي استمر 16 عامًا، والسماح للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة بالوصول الفوري.
نحث بقوة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تفعيل وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والالتزام بحل الدولتين. إن تحقيق هذا الهدف ليس فقط ضروريًا لإنهاء دورات العنف المتكررة وغير المجدية، ولكنه أيضًا يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والعدالة لجميع الأطراف المعنية.
نؤكد على أهمية مواصلة التحقيق الجاري من قبل المحكمة الجنائية الدولية في الوضع في فلسطين، ونشدد على ضرورة تلقيه الدعم الكامل وجميع الموارد اللازمة لإجراء تحقيق شامل وعادل.
نطالب جميع الأطراف بإطلاق سراح جميع المدنيين والمدنيات الذين اُحتجزوا كرهائن أو اُعتقلوا تعسفيًا. كما ندعو إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، وذلك من خلال تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي المفروض على جميع الفلسطينيين والفلسطينيات.
نتقدم بخالص التعازي للعائلات التي فقدت أحباءها، ونؤكد تضامننا ودعمنا الكامل للشعب الفلسطيني في سعيه نحو تحقيق العدالة والسلام واحترام حقوق الإنسان للجميع.
وندعو كافة المنظمات النسوية والنسائية في عموم المنطقة، أن تنضم إلى حملتنا هذه، من أجل توحيد صوتنا النسوي ضد هذه البربرية وأن نسعى إلى تعبئة أوسع للصفوف لممارسة الضغط للإيقاف الفوري لإطلاق النار.
التحالف النسوي الإقليمي/ الحملة النسوية لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة
شبكة المرأة السورية
الحركة السياسية النسوية السورية
الجمعية العامة لتنمية المرأة/ العراق
جمعية المحامية التونسية
منظمة المحامية الليبية
تحالف امان النسوي /العراق