كتب الشاعر السوري خضر الآغا عبر صفحته على الفيسبوك عن ديوان الشاعرة السورية ميسون شقير:
قرأت ديواناً للشاعرة الصديقة ميسون شقير بعنوان “صورة تسند الجدار”.
تتخذ الشاعرة، في ديوان “صورة تسند الجدار”، مقام حائكة اللغة، بالتوازي مع مقام حائكة الجراح، من حيث إن التعبير الشعري لديها هو ذاته تعبير الفجيعة عن نفسها بأقصى ما يتيحه ذلك من ألمٍ وبكاء وضرب الرأس في الجدار! تضع مفرداتها اللغوية أمامها كبقع من الدم، وتختار بدقة ما يناسب بناء القصيدة، وفي الوقت نفسه ما يناسب بناء الدمار الشخصي للقارئ، وللإنسان/ السوري خاصة. فإذا كان الشعر قد محا، عبر مسيرته الطويلة، الفروق بين العام والخاص، فإن ميسون شقير ذهبت في ذلك بتطرف شعري يقول إن العام هو الخاص، والخاص هو الشخصي، والشخصي هو أنت وأنا في وقوفنا المتواصل، الخطير والقلق، على شفا جرف لم نزل نسقط فيه بلا توقف.
لطالما حيّرتني مقولة “الصدق” في الشعر، ولطالما اعتبرت أن الصدق ليس سؤالاً شعرياً أصلاً، فالشعر بناء لغوي ليس صادقاً وليس كاذباً، يظهر بين المعارف مثلما ينبت العشب بين الصخور، إلا أن هذا الديوان يجعل القارئ يرى الصدق بأم عينه عبر تلك اللغة التي هي جزء من الجسد مثل الأعضاء أو الكريّات، ويسمعه عبر ذلك الصوت المنبعث من الكلمات والجمل والقصائد، والذي كأنه، بل هو بالفعل، منبعث من تحت ركام البيوت التي سقطت على رؤوس أصحابها.
“ممتنّةٌ لهذه الحرب
ممتنّةٌ لها
بإعادة تقييم ما أملك: ساقين كاملتين
يدين كاملتين
عشرةَ أصابع كاملة
فماً كاملاً، وعينين اثنتين..
وقلباً كاملاً
لم يزل ينبض في ثلاجةٍ في غرفة الموتى”.
ديوان نازف، ومكتوب بإبرة حادة، غير مرئية، لا تراها، ولكن ترى آثارها على جسدك.