رهام عيسى| رصيف 22
منذ ثلاث أو أربع سنوات تقريباً، انتشرت موضة الجاكيت الزيتي. دخلت في سباق لشرائه كغيري من الموظفات الحكوميات اللواتي بات سقف أحلامهن لا يتجاوز شراء قطعة ملابس جديدة. جلست أمام راتبي الذي لم يكن وقتها يتجاوز المئة ألف ليرة سورية، أي نحو عشرين دولاراً، وبعد حسابات مطولة، وضعت الميزانية المنشودة التي تمكّنني من شرائه بنحو شهرين فقط. ولكن للأسف خطتي كانت ناقصةً، فأي معجزة قد تحدث لتثبّت الأسعار في بلد كسوريا لمدة شهرين كاملين؟
عدّلت الخطة مراراً وتكراراً، وفي كل مرة كنت أخسر السباق وتفوز الحكومة.
منذ بداية الحرب، وأنا أحاول تحقيق قليل من التوازن اقتصادياً، لكني ما زلت حتى الآن عاجزةً عن ذلك. أنا في النقطة نفسها أدور وأدور حول نفسي، وأتوهم أني أتحرك والحقيقة أن العالم هو الذي يجري ونحن في سوريا نُصاب بالدوار فقط.
جميعنا على وشك السقوط. شعب كاملٌ يمارس حياته الاعتيادية التي يشعر بأنّها منسجمة ومتسقة وطبيعية وواقعية، وفجأةً يدرك أنّه يعيش لحظة ما قبل السقوط، وكل ما يحيط به زائف ومجحف وغير واقعي وغير إنساني، لكننا جميعاً عاجزون عن الرفض. جميعنا نمتلك الذريعة ذاتها. نمتلك الخوف، الحقيقة الوحيدة التي لا مجال للشك فيها في هذه البلاد.
لقراءة المزيد: https://bit.ly/3WecpB2